وصف تفصيلي لمحتوى الكتاب
لقد تتبع المؤلف بإيجاز الدراسات النقدية قديماً وحديثا وكشف عن راهن الدراسات النقدية في الوطن العربي، وقام بجولات مطردة في الخطاب النقدي العربي تتكشف عن حقائق لا بد من ذكرها، والتنويه إليها، فمما لا جدل فيه، ولا خلاف، أن النقد العربي تغير كثيرا عما كان عليه في مستهل القرن الماضي. ومن يوازن بين كتابات الشيخ المرصفي، وكتابات ميخائيل نعيمة والعقاد، وطه حسن، والنقد الأدبي في أيامنا هذه يلاحظ البون الشاسع، والفرق الواسع، الذي يميز نقدا عن نقد، مثلما يميز أدبا عن أدب. وقد كان لظهور أنماط جيدة من التشكيل الشعري، والنثري، وارتقاء فنون السرد، لا سيما الرواية، والانفتاح بدرجة أكبر على تيارات النقد الغربي، بدءا بالنقد الجديد الأنجلو- أميركي، والنقد الألسني، وما تفرع منه على مستوى الأسلوبيات، والبنيويات، وما أعقب ذلك من ثورة التفكيك، والتأويل، والسيميائيات، وظهور النقد الثقافي، وما تفرع منه؛ كالنقد النسوي، وضع النقد الأدبي العربي في خضم الاتجاهات المعاصرة. فتوافرت الدراسات، والبحوثُ، التي تهتم بالجانب النظري من هاتيك التيارات، مثلما توافرت الدراسات التطبيقية على أقدار متفاوتة من النجاح، والإخفاق، في التطبيق.